بنت مارمينا
03-07-2012, 12:39 PM
علاج العودة للخطية ! وهل التأديب نافع لهذه الحالة
بقلم الأب صفرونيوس
+ ... العودة إلى خطية معينة هي ضعف في محبتنا لله، والضعف لا يُعالج بالتأديب، أي التأديب الذي يجعل كل من يقبله " حقيراً " في عيني نفسه؛ لأن هذه هي أولى الدرجات الهابطة إلى بئر " صغر النفس ".
نحن نحتاج إلى محبة وحكمة المسيح الذي قيل عنه أنه لم يُطفئ " فتيلة مدخنة ".، ولم يكسر عوداً يكاد أن ينشط ، بل هو المعلم والمعزي الذي يترك ال 99 ويذهب إلى الواحد الضال.
من لا يعرف ذلك لا يجب أن يؤتمن على خدمة المحتاجين إلى التعليم؛ لأننا لو قلنا " خدمة الخطاة "، فهذا يشملني ويشملك ويشمل الدير كله؛ لأننا جميعاً خطاة، ولا يوجد خاطئ أكبر وخاطئ أصغر، نحن جميعاً " عبيد بطالون "، لأننا خوفاً من العقاب وطمعاً في الثواب نتوب، وهو ما يجعل توبتنا ناقصة نار المحبة، ولكن الله الصالح والرحيم لا يرفض هذه التوبة .
والتأديب ينفع الذين لهم أشواق عالية، أمَّا الذين ضربهم اليأس والخوف وسقطوا في " صغر القلب "، فهؤلاء يموتون روحياً وفي بطءٍ شديد، إذا وضعنا عليهم تأديبات.
كذلك التأديب يُحرَّك متواضع القلب طالباً الخلاص من الله ، أمَّا الذي سقط عدة مرات ولم يتب، فأن ضعف تواضعه يقوده إلى العصيان والتمرُّد.
ولا يجب أن نخلط بين التأديب والعقوبة؛ لأن الأول ( أي التأديب ) هو دواء ينفع مع البعض. أما الثانية ( أي العقوبة ) فهي تجلب الأوجاع وتزيد من المرض.
والتأديب لا يكون من أجل مكسب للأب (( يقصد الأب الروحي )). أو من أجل منفعة وقتيه، ولا يقوم على المنع والنهي، بل مَن لا يعرف التواضع، يُلزم بخدمة تُعلّمه التواضع، مثل الأب البطريرك الذي طلب الشفاء من الشهوة الجنسية ( التي تحاربه )، فكان تأديبه هو تنظيف قلالي الشيوخ، وكان تأديب يوحنا القصير هو سقي عود شجرة يابس، وكان تأديب مرقس هو الاهتمام بطاحونة الدير وإعداد الخبز، وذلك حتى تنمو محبته للإخوة وتموت فيه لذة الهجوم على الذين يختلفون معه في الرأي.
وتأديب من يُسرع إلى سلاح الغضب، هو الأعمال الجسدية مثل الزراعة وري الأرض وتوزيع المياه ( مياه الشرب ) على قلالي المتوحدين.
هذه كلها وأمثالها ليست عقوبات، بل أعمال نافعة تُعطى للإخوة – الذين يعانون من ضعفات معينة – مكانةً في الشركة كخدام نافعين ، وليس كأعضاء ميتة أو ضعيفة أو ناقصة .
لقد أدب الأب ديونيسيوس الأخ أرميا الذي يُحسن القراءة بأن يمر على قلالي الإخوة الذين لم يتعلموا القراءة الجيدة لكي يدربهم على حُسن القراءة باللفظ اليوناني، وهو ما جعله ينمو معنا كخادم أمين. وعندما شكوت للأب دانيال كثرة انشغالي بالإخوة المبتدئين، طلب مني أن انسخ له رسائل القديس انطونيوس، وأن أُشرف على المطبخ. ولما جاء عندنا الأخ مينا الذي أُتهم بقتل طفلٍ في المدرسة، ولم تثبُت عليه الجريمة، أعطاه الأب ديونيسيوس خدمة تنظيف الكنيسة وترتيب الخدمات وتوزيع أنصبة الآباء المعتكفين، وبعد ثلاثة سنوات عاد إلى خدمة تعليم الأطفال.
هذه نماذج من التأديبات التي عرفتها أو سمعت عنها، وهي كلها من أجل تأكيد المحبة والاحتفاظ بخدمة الإخوة وعدم قتل كرامتهم، لأننا عندما ننزع كرامة مَن يسقط، إنما نلقي بهم في بئر " صغر القلب "، وبذلك نُطوح بهم في لُجة الشك والعصيان وفقدان ( الهدف ) أي غاية الوجود؛ لأننا في المسيح ننال كرامة البنوة، ويعاملنا الآب السماوي كأبناء له، ويعطي لنا الآب السماوي كرامة البنين، لأن الآباء الرسل عندما سمعوا " لا أعود أسميكم بعد عبيد "، كانوا قد نالوا كرامة البنين – من فم الابن الوحيد – ومع ذلك فقد جحد بطرس وأنكر بعد أن عاين المعجزات وتجلي الرب على جبل طابور، وهرب الباقون ليلة القبض عليه في البستان، ومع ذلك لم يعاتب الرب أياً منهم، ولا وبخ حتى توما، بل قال له – بحنان شديد – " لأنك رأيتني يا توما آمنت " ( يو20 : 29 )، وكأنه يذكره بما رآه من قبل بمعجزة إقامة لعازر وغيرها .
والآن جاء الرب في اليوم الثامن ( أي اليوم الجديد بعد السبت ) ، يوم قيامته ، وربما خصيصاً لأجل توما. لذلك ليكن لنا وداعة المسيح وحلمه، وأن نعطي الدواء الذي يشفي لا السكين الذي يقطع ويبتُر، ومع أن الدواء هو حسب حكمة وتقدير الأب الروحي، إلا أن الأب الروحي خاضع لحكمة الإنجيل، ويعمل حسب تعليم الرب محب الخطاة، وكأب يضع أمام عينيه أن " المُعترف " هو " وريث " معه في نفس الملكوت، ويقف معه على قدم المساواة كابن للآب ، وأخ للأخ البكر ربنا يسوع المسيح.
بقلم الأب صفرونيوس
+ ... العودة إلى خطية معينة هي ضعف في محبتنا لله، والضعف لا يُعالج بالتأديب، أي التأديب الذي يجعل كل من يقبله " حقيراً " في عيني نفسه؛ لأن هذه هي أولى الدرجات الهابطة إلى بئر " صغر النفس ".
نحن نحتاج إلى محبة وحكمة المسيح الذي قيل عنه أنه لم يُطفئ " فتيلة مدخنة ".، ولم يكسر عوداً يكاد أن ينشط ، بل هو المعلم والمعزي الذي يترك ال 99 ويذهب إلى الواحد الضال.
من لا يعرف ذلك لا يجب أن يؤتمن على خدمة المحتاجين إلى التعليم؛ لأننا لو قلنا " خدمة الخطاة "، فهذا يشملني ويشملك ويشمل الدير كله؛ لأننا جميعاً خطاة، ولا يوجد خاطئ أكبر وخاطئ أصغر، نحن جميعاً " عبيد بطالون "، لأننا خوفاً من العقاب وطمعاً في الثواب نتوب، وهو ما يجعل توبتنا ناقصة نار المحبة، ولكن الله الصالح والرحيم لا يرفض هذه التوبة .
والتأديب ينفع الذين لهم أشواق عالية، أمَّا الذين ضربهم اليأس والخوف وسقطوا في " صغر القلب "، فهؤلاء يموتون روحياً وفي بطءٍ شديد، إذا وضعنا عليهم تأديبات.
كذلك التأديب يُحرَّك متواضع القلب طالباً الخلاص من الله ، أمَّا الذي سقط عدة مرات ولم يتب، فأن ضعف تواضعه يقوده إلى العصيان والتمرُّد.
ولا يجب أن نخلط بين التأديب والعقوبة؛ لأن الأول ( أي التأديب ) هو دواء ينفع مع البعض. أما الثانية ( أي العقوبة ) فهي تجلب الأوجاع وتزيد من المرض.
والتأديب لا يكون من أجل مكسب للأب (( يقصد الأب الروحي )). أو من أجل منفعة وقتيه، ولا يقوم على المنع والنهي، بل مَن لا يعرف التواضع، يُلزم بخدمة تُعلّمه التواضع، مثل الأب البطريرك الذي طلب الشفاء من الشهوة الجنسية ( التي تحاربه )، فكان تأديبه هو تنظيف قلالي الشيوخ، وكان تأديب يوحنا القصير هو سقي عود شجرة يابس، وكان تأديب مرقس هو الاهتمام بطاحونة الدير وإعداد الخبز، وذلك حتى تنمو محبته للإخوة وتموت فيه لذة الهجوم على الذين يختلفون معه في الرأي.
وتأديب من يُسرع إلى سلاح الغضب، هو الأعمال الجسدية مثل الزراعة وري الأرض وتوزيع المياه ( مياه الشرب ) على قلالي المتوحدين.
هذه كلها وأمثالها ليست عقوبات، بل أعمال نافعة تُعطى للإخوة – الذين يعانون من ضعفات معينة – مكانةً في الشركة كخدام نافعين ، وليس كأعضاء ميتة أو ضعيفة أو ناقصة .
لقد أدب الأب ديونيسيوس الأخ أرميا الذي يُحسن القراءة بأن يمر على قلالي الإخوة الذين لم يتعلموا القراءة الجيدة لكي يدربهم على حُسن القراءة باللفظ اليوناني، وهو ما جعله ينمو معنا كخادم أمين. وعندما شكوت للأب دانيال كثرة انشغالي بالإخوة المبتدئين، طلب مني أن انسخ له رسائل القديس انطونيوس، وأن أُشرف على المطبخ. ولما جاء عندنا الأخ مينا الذي أُتهم بقتل طفلٍ في المدرسة، ولم تثبُت عليه الجريمة، أعطاه الأب ديونيسيوس خدمة تنظيف الكنيسة وترتيب الخدمات وتوزيع أنصبة الآباء المعتكفين، وبعد ثلاثة سنوات عاد إلى خدمة تعليم الأطفال.
هذه نماذج من التأديبات التي عرفتها أو سمعت عنها، وهي كلها من أجل تأكيد المحبة والاحتفاظ بخدمة الإخوة وعدم قتل كرامتهم، لأننا عندما ننزع كرامة مَن يسقط، إنما نلقي بهم في بئر " صغر القلب "، وبذلك نُطوح بهم في لُجة الشك والعصيان وفقدان ( الهدف ) أي غاية الوجود؛ لأننا في المسيح ننال كرامة البنوة، ويعاملنا الآب السماوي كأبناء له، ويعطي لنا الآب السماوي كرامة البنين، لأن الآباء الرسل عندما سمعوا " لا أعود أسميكم بعد عبيد "، كانوا قد نالوا كرامة البنين – من فم الابن الوحيد – ومع ذلك فقد جحد بطرس وأنكر بعد أن عاين المعجزات وتجلي الرب على جبل طابور، وهرب الباقون ليلة القبض عليه في البستان، ومع ذلك لم يعاتب الرب أياً منهم، ولا وبخ حتى توما، بل قال له – بحنان شديد – " لأنك رأيتني يا توما آمنت " ( يو20 : 29 )، وكأنه يذكره بما رآه من قبل بمعجزة إقامة لعازر وغيرها .
والآن جاء الرب في اليوم الثامن ( أي اليوم الجديد بعد السبت ) ، يوم قيامته ، وربما خصيصاً لأجل توما. لذلك ليكن لنا وداعة المسيح وحلمه، وأن نعطي الدواء الذي يشفي لا السكين الذي يقطع ويبتُر، ومع أن الدواء هو حسب حكمة وتقدير الأب الروحي، إلا أن الأب الروحي خاضع لحكمة الإنجيل، ويعمل حسب تعليم الرب محب الخطاة، وكأب يضع أمام عينيه أن " المُعترف " هو " وريث " معه في نفس الملكوت، ويقف معه على قدم المساواة كابن للآب ، وأخ للأخ البكر ربنا يسوع المسيح.