تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحله مع الالام ....9 موت ظافر .. للراهب كاراس المحرقي


ابو بيشو
02-07-2012, 05:10 PM
رحله مع الالام

http://rock2up.com/images/72102665697855733736.jpg



للراهب كاراس المحرقي

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





مــــوت ظــــافـــــر





منذ آلاف السنين ونتيجة السقوط العظيم دخل الموت إلى العالم كنتيجة حتمية للخطية: " بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيع " (رو12:5)،

فأرعب البشر ولم يفلت منه أحد قط، لا الأنبياء أو الكهنة أو الملوك.. فالجميع ساروا فى ظلام الحياة يتبعهم شبح الموت الكئيب، ذلك الوحش الذى يلتهم أجسادنا، ويشرب دماءنا، ويستنزف دموعنا، دون أن يشبع أو يرتوى****!

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif




ويُعد أبوانا الأولان - آدم وحواء - أول من رأيا سلطانه الرهيب، رأياه وهو يُظهر قوته فى ابنهما هابيل، الذى قتله قايين أخوه حسداً وغدراً (تك4: 3ـ8)، ومنذ ذلك الوقت استمر الموت يُلوّح بسيفه الرهيب على الأرض، ليفصل بين الإخوة والأحبَّاء، ويُحوّل البهجة إلى مرارة، والسعادة إلى حزن أليم، فما أكثر دموع البشر التى انسكبت فى قلب الحياة، مثلما يتساقط الندى من أجفان الليل فى كبد الصباح!

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





يسوع يُسلم الروح


أما ابن الإنسان القدوس، الذى لم يفعل خطية ولم يوجد فى فمه غش وقد قال مرّة لليهود " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو46:8)، لا يدخل تحت سلطان الموت، لأنَّ الموت إذا جاء لإنسان وجد بابه مفتوحاً فالخطية قد فتحت أبواب البشر، كل البشر للموت، أمَّا يسوع فبابه مُغلق ولم يستطع الموت أن يفتحه إلا بإرادته، فالحمل الذبيح أتى برجله إلى السكين، المُخلّص ألقى بنفسه فى طريق الموت، وإن لم يُرد ما كان الموت يقدر أن يصيده لكن لكى يتم الخلاص كان لابد للبار أن يتألم من أجل الأثمة ويموت (1بط3: 18)، وإلا لماذا نزل من السماء؟ أمَّا اليهود والرومان ويهوذا فكانوا الأداة التى بها تم تنفيذ حكم الموت..!


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





مات المسيح وكان لابد له أن يموت فى تلك الليلة الحزينة، على ربَوة عالية فى أورشليم، ليموت فيه إنسان العهد القديم بطقوسه الجوفاء، مات الحر ليموت فيه ذل الإنسان وعبوديته للشيطان والموت والخطية، تمزّق الجسد لكي ينطلق حياً بجسد نورانيّ لا يمسّه الفساد.

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





ولكن إن كان المسيح قد مات بالفعل، إلاَّ أنَّ روحه قد خرجت قوية ومنتصرة وفرحة وليست مجبرة، هكذا تخرج أرواح الأبرار من أجسادهم، أمَّا الأشرار الذين قضوا حياتهم عبيداً للخطية وآلة طيّعة للإثم، فإنهم لا يخافون الموت فقط، بل ويرتعبون من مجرد اسمه، لأنَّهم يعلمون مصيرهم، فحينما يُفكّر الإنسان أنَّه لا محالة " مائت "، وسوف يُلقى فى قبر مظلم ساكن ليس فيه من يسمع أو يتكلم، كما أنَّه سيقف أمام الديان العادل ليُعطي حساباً عن نفسه، فإنَّ الخوف سرعان ما يملأ قلبه، خاصة إن كان يعلم ما فى قلبه من شرور لم يقدم عنها توبة!


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif




ولا يظن أحد أن المسيح عندما نكّس رأسه وأسلم الروح (يو30:19)، أنَّه استسلم للموت عن ضعف، أو كمن يدفع الجزية لقوة قهرية، بل كمن يسلم نفسه للموت طوعاً برغبته، وقد قال مرّة: " لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً " (يو18:10) والدليل:

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





إنَّه عند موته صرخ " بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ " (مت50:27)، فمن أين له هذه القوة الهائلة؟! روحه إذن لم تُغتصب اغتصاباً، لكنّه هو الذي سلّمها بمحض إرادته فى يدي أبيه، فالمسيح الذى كان قوياً فى حياته كان أيضاً قوياً فى مماته، ولهذا صحبت صرخته العظيمة علامات خارقة: إنشقاق حجاب الهيكل، وزلزلة الأرض، وتشقق الصخور، وتفتّح القبور، وقيام كثير من أجساد القديسين الراقدين (مت51:27،52)، فمنذ الدهر لم نسمع أنَّ ميتاً قد أقام الأموات بموته ؟!!


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif




قال ماريعقوب السروجى:

" بأي ميت تحرَّكتْ الأموات وقاموا من القبور! مَن مِن الأموات سقطت قدامه أسوار الهاوية! من هو الذي رفَس القبور فتجشأت الأموات! من هو الذى ألقى الخراب فى أرض الموت المخصبة! من هو الذى ربُط وصُـلب بين لصوص وحل المربوطين من الظلام وأخرجهم! من هو الميت الذى أعطى الحياة الجيدة وارتعدت منه قرية الأموات لمَّا نظرته داخلاً إليها! من هو الذى وضع عليه إكليل الشوك وصُلب وحل تاج الموت لئلا يملك أيضاً! اخز أيها اليهوديّ وأعلم أنَّه الله وابن الله.. "

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif






لقد أفصح المسيح بسكوت الموت عن



رهبته وجلاله، وشـرح مفهوم الحياة


وسر الخلود وأعـلن لنا أنّه ابن الله.




http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif










صرخ يسوع بصوت عظيم فماذا قال؟ " يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي " (لو46:23)، فكانت أول كلمة ينطق بها على الصليب " يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ " (لو34:23)، وهى أيضاً آخر كلمة نطق بها على الصليب فأفكاره، أعماله... تهدف كلها لتمجيد اسم أبيه، وكان طعامه وشرابه أن يفعل مشيئة الآب، أمَّا محبة أبيه فقد كانت مسرّته وبهجة قلبه.


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





قبل يُصلب المسيح كان كل من يموت تأتي الشياطين ويتسلّمون روحه، لأنَّ العالم كان فى قبضة الشيطان، وقد عبّر المسيح عن هذا بقوله: " رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ " (يو30:14)،وعندما مات لعازر المسكين يقول الكتاب المُقدّس: " فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ " ( لو22:16)، أمَّا ابن الله فما كان ممكناً لأحد من الملائكة أو رؤساء الملائكة أن يحمل روحه الطاهرة، إنَّما الآب هو وحده الذي له الحق أن يتسلمها.

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif






لقد عادت روح القدوس إلى الآب، فاحتفلت السماء بانتصاره العظيم وحيته الملائكة بقيثاراتها الروحيّة، وهتف بابتهاج الواقفون أمام العرش الإلهيّ، وفى هذا اطمئنان لأرواحنا أنَّها لا تفنى بالموت بل ستظل خالدة، وعن هذا الخلود تساءل أيوب الصديق قائلاً: " إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟ " (أى14:14)، فجاء السيد المسيح وأجابه: " مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا " (يو25:11).


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





إن البشرية ترى يسوع مولوداً من امرأة ، عائشاً كالمساكين، مُهاناً كالضعفاء، مصلوباً كالمجرمين، فتبكيه وترثيه وتندبه، وهذا كل ما تفعله لتكريمه، إنَّها تقف أمام صليبه كطفلة متأوهة بجانب الطائر الذبيح، ولكنها تخشى الوقوف أمام العاصفة التي تُسقط بأعاصيرها الأغصان اليابسة، وإن كانت تستيقظ فى ذكرى صلبه يقظة الربيع وتقف باكية لأوجاعه، إلاَّ أنَّها سرعان ما تطبق أجفانها وتنام نوماً عميقاً، إلى الآن لا يزال البشر يعبدون الضعف بشخص يسوع! ولكن يسوع كان قوياً، ولَعَلَّ السبب في هذا هو أنَّهم لا يفهمون معنى القوة الحقيقية!!

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif




ولهذا يقول جبران خليل جبران:

" ما عاش يسوع مسكيناً خائفاً، ولم يمت شاكياً متوجعاً، بل عاش ثائراً، وصُلب متمرداً، ومات جباراً، لم يكن يسوع طائراً مكسور الجناحين، بل كان عاصفة تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المعوجة، لم يأتِِِ يسوع من وراء الشفق الأزرق ليجعل الألم رمزاً للحياة، بل جاء ليجعل الحياة رمزاً للحرية والحق، لم يخف يسوع مضطهديه، ولم يخشَ أعداءه، ولم يتوجع أمام قاتليه، بل كان حراً على رؤوس الأشهاد، جريئاً أمام الظلم والاستبداد، يسمع الشر متكلّماً فيُخرسه، ويلتقي بالرياء فيصرعه.. هذا ما صنعه يسوع وهذه هى المبادى التى صُلب لأجلها مختاراً، ولو عَقَل البشر، لوقفوا اليوم فرحين، متهللين، منشدين أناشيد الغلبة ! ".


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





فلا تقل: أهكذا تبتلع اللجة العصفور؟! أهكذا تنثر الرياح أوراق الورود؟! بل قل: لقد مات المسيح ليقوم، وفى وادى الموت سأرفع تمثالاً للحب الإلهى رمز الحياة، وفى الربيع سأمشى والحُب جنباً إلى جنب مترنمين بين الزهور، وفى الصيف سأتكيء والحُب ساندين رأسينا على الأعشاب، ساهرين مع القمر والنجوم، وفى الخريف سأذهب أنا والحُب، متأملين أسراب الطيور المهاجرة، وفى الشتاء سأجلس والحب بقرب الموقد مرددين حكاية يسوع البار مع البشر، متأملين كيف أحبنا وبذل ذاته من أجلنا!

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif

ملاك حمايه جرجس
02-07-2012, 05:24 PM
http://img30.imageshack.us/img30/6141/34vx4.gif (http://imageshack.us/photo/my-images/30/34vx4.gif/)
يا أبو بيشو


http://img694.imageshack.us/img694/2153/05d0723a39b8.gif

http://www.alsary.net/uploads/2a903b815e.gif (http://www.alsary.net/)