المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحله مع الالام ....7 طريق الصليب ... للراهب كاراس المحرقي


ابو بيشو
02-07-2012, 05:04 PM
رحله مع الالام

http://rock2up.com/images/46429374509463416250.jpg



للراهب كاراس المحرقي

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif





طـــــريق الصــلــــيـب





حمْل الصليب
تمّت عملية تسليم المتهم مكتوفاً، لكنَّ الحُب والرحمة كانا عن يمينه ويساره، كأنَّهما جناحان يطير ويُحلّق بهما في السحاب، وأصبح يسوع بين أيدي أعدائه كحمل وسط ذئاب وكحمامة بين الجوارح! وبقسوة ووحشية يُمزّقون الرداء القرمزيّ عن جسده المُلطّخ بالدماء والدموع، ويُلبسونه ثيابه من جديد (مت31:27).
وبعد أن قام العسكر بترتيباتهم الوحشية ظهر الصليب الرهيب، الذى أصبح الوقت رمز خلاصنا، نرسمه على معصمنا، ونضعه فوق صدورنا، ونُزيّن به بيوتنا وكنائسنا لأنَّه علم مملكتنا الذي لولاه ما تم الخلاص ولا تأسست مملكة المسيح.



http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif


وقد جرت العادة عنـد الرومان أنَّ المحكوم عليهم بالصلب يحملون كل واحد صليبه، إلى مكان الصلب، فحمل مُخلّصنا البار خشبة الصليب على ظهره الجريح، وكأنَّه يحمل راية النصر كملك عائد من الحرب منتصراً، وأتوا بمجرمين آخرين يحمل كل منهما صليباً مماثلاً لكي يُنفّذ فيهما نفس الحكم.


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif


ويتحرك الموكب ببطئ شديد، تلفّه سحابة من الغبار الكثيف، ويسير ملك الملوك مُطأطئ الرأس يتبعه حصانه الكئيب بين أضلع وادى قدرون، وعدد ليس بقليل من الجمع الغفير، فالعسكر يُحيطون بهم من كل ناحية، وفى أشعة الشمس تلمع حرابهم وسيوفهم المسلولة وخوذاتهم، وها هم الكهنة والكتبة، وجمع من الكبار يصرخون، ومن الأطفال يصيحون، وقوم من اليهود، وآخرون أُمميّون.
http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif

جموع غفيرة التقت لتشاهد آلام المسيح !! وقد تموّجت أنفاسهم المسمومة حوله، أمَّا يسوع فكان يسير كطيف الحب جاراً أجنحته المكسورة، وقد يبّس التعب مفاصله، وانتـزع الجوع قواه، وأخفت الدماء ثيابه وملامحه كأنَّها تُريد أن تُكفّنه قبل أن تُميته، فكان يتقدم إلى الأمام ورياح الأشرار تصدّه تارة، وتقذف به إلى الأمام تارة أُخرى، كأنَّها أبت أن تراه فى منازل الأحياء، وها هى تُعجّل به إلى الموت.


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif



وتمسك الطريق الوعرة بأقدامه فيسقط ثم يقوم، وبين سقوطه وقيامه كان يصرخ مستغيثاً، ثم يُسكته الألم فيعود صامتاً مرتجفاً، كأنَّه عصفور مجروح الجناحين، سقط فى النهر فحمله التيار إلى الأعماق، أو كطائر ظاميء يحوم مرتفعاً فوق ينبوع ماء حفره ثعبان مُخيف، ولكنَّ الطائر ظل مرفرفاً فوق الينبوع حتى أضعفه العطش، فما أن سقط حتى قبض عليه الثعبان!

http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif



وهكذا ظل الموت يتبع يسوع رافضاً أن يتركه حتى خارت قواه، فارتمى على الطريق وصرخ بصوت عظيم هو بقيّة الحياة فى جسده، صـوت مؤلم كما لو كان قد رأى خيال الموت وجهاً لوجه، صوت مُنازع فى النفس الأخير، أتلفته الظلمة وقبضت عليه العاصفة لترمى به فى أحضان الهاوية! ففتشوا عن رجل لكي يضعوا عليه صليب يسوع ليحمله ما تبقى من الطريق، فوقعت عيونهم على شخص غريب، فلاحاً كان عائداً من الحقل يحمل على منكبيه نير الحياة، فسخَّروه ليحمل الصليب وقد كان هذا الشخص هو سمعان القيروانيّ
http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif

سمعان القيراونيّ

أمَّا سمعان فكان عبداً من القيروان، لذلك سُخّر ليحمل الصليب خلف يسوع، فأداة العار هذه لا يحملها إلاَّ العبيد، وقد حمل سمعان الصليب وهو لا يدري، أنَّ من يحمل صليبه هو القدوس الذى أخلى نفسه " آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ " (في7:2)، ليعتقنا " مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ " (رو21:8).



http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif


وليس بغريب إن كان سمعان قد حمل الصليب في البداية مُجبراً، لكنَّه سرعان ما فرح لأنَّه اقتنع أنَّ حمل الصليب، هو تخفيف عن رجل بريء، لم يعمل شراً فى حياته، التي كانت مثالاً للتقوى وأعمال المحبة.. وهو بذلك يُمثّل النفوس التي تهرب من حمل الصليب عندما يُلقى عليها، ولكن ما أن تضعه على منكبيها وتحمله عن رضى تفهم فى الحال قيمته الخلاصية، وتشكر الله الذى رآها جديرة لحمله، وعندما تستمر فى حمله تعرف معنى قول الرب: " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي.. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيف " (مت30:11)، وقد كان الصليب المقدس كجناحي الطير على كتفي سمعان!


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif



وها الصليب يصل إلى تلّة الجمجمة حيث أعدوا كل شئ لصلب البار، لكنَّ يسوع لم يتفوه بكلمة عندما سمروه.. ويخيل إلىّ أن يدى يسوع ورجليه قد ماتت من شدة الآلام، وهى ترجع آنئذ إلى الحياة مخضّبة بالدماء، لأنَّ يسوع كان يرغب المسامير كما يرغب الملك تاجه أو صولجانه، وكان يُريد أن يرتفع إلى الأعالي، فالبلبل اشتاق إلى عشّه لأنَّه مل الكهوف والمستنقعات.. ولو أنَّهم قالوا لسمعان ثانية: أحمل صليب يسوع لحمله بملء الرضا ليسير به هذه المرّة لا إلى الجلجثة، بل إلى قبره لكي يموت ويرتاح من عناء الحياة وظلم البشر!
http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif
إنَّ يسوع الذي حمل سمعان صليبه


قد صار هو نفسه لسمعان صليباً !


فلا يظن أحد أنَّه يستطيع أن يحيا بدون صليب، ومن العبث أن يهرب الإنسان من حمل الصليب، لأنَّ السيد المسيح قد قال: " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي " (مت24:16)، لهذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: " إن أردت أن تتخلص من الصليب لن يفارقك أبداً، بل سيتبعك حتى إلى جهنم هذا ما حدث مع اللص الأيسر"، أمَّا القديس أغسطينوس فقال: " إن كنت تريد أن تطرح صليبك، الذى وضعه مُخلّصنا على ظهرك فذاك برهان على أنّك بدأت تتخلى عن مسيحيتك.


http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif



لكنَّ الصليب ليس من نصيب أولاد الله فقط كما يظن البعض، فالأشرار هم أيضاً لهم صليب حمله ثقيل، هو خطاياهم التى تلتهم أرواحهم وأجسادهم، وتمتص دماءهم ودموعهم، دون أن تشبع أو ترتوي، لكن بين صليب المؤمنين وصليب الأشرار فرقاً:

+ صليب المؤمنين من أجل البر، أمَّا صليب الأشرار فمن أجل الشر الذي يعيشون فيه.

+ هذا من أجل تبعيتنا لله والعيش بوصاياه، وأمَّا ذاك فمن أجل تبعيتهم للشيطان.

+ صليب المؤمنين بداية المجد السماويّ، ويقود إلى النعيم الأبديّ، أمَّا صليب الأشرار فيقودهم للهلاك الأبديّ حيث النار لا تُطفأ والدود لا ينام.
http://rock2up.com/images/45641479061799465093.gif

ملاك حمايه جرجس
02-07-2012, 05:21 PM
http://img641.imageshack.us/img641/5756/284522296556327.gif (http://imageshack.us/photo/my-images/641/284522296556327.gif/)
يا أبو بيشو


http://img694.imageshack.us/img694/2153/05d0723a39b8.gif

http://www.alsary.net/uploads/2a903b815e.gif (http://www.alsary.net/)