المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياه تتلخص في المحيه


maria
08-16-2011, 10:16 AM
ما هو الأكثر أهمية

" وإن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى أحترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً " ( كورنثوس الاولى 13 : 3 )
" أن يُحب بعضنا بعضاً. وهذه هى المحبة , ان نسلك بحسب وصاياه " ( يوحنا الثانية 1: 6 )

إن الحياة تتلخص فى المحبة .
وحيث ان الله محبة , فإن أهم درس يريدنا ان نتعلمه على الارض هو كيف نحب , إذ انه من خلال المحبة نصبح أكثر شبهاً به . لذلك فإن المحبة هى أساس كل الوصايا التى أعطانا إياها " لان كل الناموس فى كلمة واحدة يُكمل : تحب قريبك كنفسك ". ان تعلّم المحبة بطريقة غير أنانية ليس مهمة سهلة , إذ ان ذلك يجرى عكس الطبيعة المتمركزة حول الذات . لذلك فقد أُعطينا عمراً حتى نتعلمها . يريدنا الله بالطبع ان نحب الجميع , لكنه يهتم بصفة خاصة ان نتعلم محبة الآخرين فى عائلته . يخبرنا بطرس " أحبوا الأخوة ". كما يردد بولس هذا الرأى " فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الايمان ". لماذا يصر الله على ان نقدم محبة وعناية خاصة للمؤمنين الآخرين ؟ لماذا يجب ان تكون لهم الأولوية فى المحبة ؟ لان الله يريد ان تُعرف عائلته بمحبتها اكثر من اى شئ آخر . فقد قال يسوع ان محبتنا بعضنا لبعض – وليس عقائدتا – هى أعظم شهادة للعالم , إذ صرح ان " بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى ان كان لكم حب بعضاً لبعض ".
سوف نستمتع بعائلة الله فى السماء الى الابد , لكن لدينا أولاً عمل شاق لنقوم به هنا على الأرض لنعد أنفسنا لابدية من المحبة . ان الله يدربنا عن طريق إعطائنا ( مسئوليات عائلية ) , وعلى رأسها ان نمارس المحبة لبعضنا بعضاً .
ان الله يريدك ان تكون فى حياة شركة حميمة ودائمة مع المؤمنين الآخرين حتى تستطيع ان تنمى مهارات المحبة . لا يمكن تعلم المحبة أثناء العزلة , فعليك ان تكون اجتماعياً حلو العشرة مع الآخرين من المثيرين للأعصاب , والناقصين والمخيبين للآمال . إننا نتعلم ثلاث حقائق هامة من خلال حياة الشركة .
أفضل استخدام للحياة هو المحبة
يجب ان تكون المحبة هى أولويتك العيا , وهدفك الاول و وطموحك الأعظم . ليست المحبة جزءاً جيداً من حياتك , لكنها أعظم جزء منها . يقول الكتاب المقدس " اتبعوا المحبة ". لا يكفى ان تقول ( أحد الاشياء التى أبتغيها فى الحياة هى ان أكون مُحباً ), كما لو كانت تلك هى واحدة من أهم عشرة أشياء على القائمة . يجب ان تكون للعلاقات الأولوية فى حياتك فوق اى شئ آخر . لماذا ؟.
الحياة بدون محبة باطلة حقاً . يوضح بولس هذه النقطة " وإن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى أحترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً " وفى الترجمة الانجليزية يفيد المعنى ( مهما قلت , او آمنت , او فعلت , فإنى مفلس بدون محبة ). كثيراً ما نتصرف وكأن العلاقات هى شئ نُقحمه فى مواعيدنا . اننا نتحدث عن إيجاد الوقت لأطفالنا او إتاحة وقت للناس فى حياتنا . وذلك يعطى الانطباع بأن العلاقات ليست سوى جزء من حياتنا الى جانب مهام أخرى عديدة . لكن الله يذكر ان الحياة تتلخص فى العلاقات . تتناول أربع من الوصايا العشر علاقتنا مع الله بينما تعالج الست الاخرى علاقاتنا مع الناس . لكن العشر جميعها تختص بالعلاقات ! لقد لخص يسوع فيما بعد أكثر ما يهم الله فى عبارتين : تحب الله وتحب الناس . فقد قال " تحب الرب إلهك من كل قلبك .. هذه هى الوصية الاولى والعظمى . والثانية مثلها . تحب قريبك كنفسك . بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء ". بعد ان تتعلم ان تحب الله ( العبادة ) يصبح تعلم محبة الآخرين هو القصد الثانى لحياتك .
تعتبر العلاقات , وليس الإنجازات او اكتساب الاشياء , أكثر ما يهم فى الحياة .. لماذا إذن نسمح لعلاقاتنا ان تحتل المساحة الأصغر من حياتنا ؟ عندما يكتظ جدول مواعيدنا فوق الطاقة , نبدأ فى إهمال العلاقات , وننتقص من إعطاء الوقت , والطاقة , والرعاية التى تتطلبها علاقات المحبة . فتطغى الأمور العاجلة على الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لله . ان المشغوليات عدو هائل للعلاقات . فإننا نصبح منشغلين بالعيش , والقيام بأعمالنا , ودفع الفواتير , وتحقيق الأهداف كما لو ان تلك المهام هى المغزى من الحياة . بيد أنها ليست كذلك . ان المغزى من الحياة هو تعلم محبة الله والناس . فالحياة بدون المحبة لا تساوى شيئاً .
سوف تبقى المحبة الى الابد . ان الله يخبرنا ان نجعل المحبة أولويتنا العليا لسبب آخر وهو ان المحبة أبدية " اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة ". فالمحبة تترك ذكرى خالدة . فإن الكيفية التى عاملت بها الناس الآخرين , وليس ثروتك او إنجازاتك , هى اكثر التأثيرات ثباتاً التى يمكنك ان تتركها على الارض . وكما قالت الأم تريزا ( لا يهم ما تقوم به , وانما كم المحبة الذى تضع فيه ). ان المحبة هى سر الميراث الدائم . فعند انتهاء الحياة على الارض , لا يحيط الاشخاص أنفسهم بالاشياء , بل ان ما نبتغيه حولنا هو الناس – الناس الذين نحبهم ولدينا علاقات معهم . اننا ندرك جميعاً فى لحظاتنا الاخيرة ان الحياة تتلخص فى العلاقات . ومن الحكمة ان تتعلم تلك الحقيقة الان بدلاً من تعلمها فيما بعد . لا تنتظر حتى تصبح على فراش الموت لتكتشف ان لا شئ يهم اكثر من ذلك .
سوف يتم تقييمنا على أساس محبتنا . ان السبب الثالث كى تجعل تعلم المحبة هدف حياتك هو ان حياتنا سوف تُقيّم على اساسها فى الابدية . إحدى الطرق التى يقيس الله بها نضجك الروحى هى نوعية علاقاتك . لن يقول الله فى السماء ( اخبرنى عن مجال عملك , وحسابك المصرفى , وهواياتك ). لكنه بدلاً من ذلك سوف يراجع كيف تعاملت مع الاشخاص الآخرين , وخصوصاً المحتاجين . فقد ذكر يسوع ان الطريقة لمحبته هى ان تحب عائلته وتهتم باحتياجاتهم العملية " الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم ". عندما تنتقل الى الابدية سوف تترك كل شئ آخر خلفك , فكل ما سوف تأخذه معك هو شخصيتك . عند معرفه ذلك , اقترح عليك عندما تستيقظ كل صباح ان تركع عند سريرك , او تجلس على حافته , وتصلى هكذا ( يا الله , سواء قمت بعمل اى شئ آخر اليوم , فإننى أريد ان اتأكد اننى أقضى وقتاً فى محبتك ومحبة الآخرين – لان ذلك هو كل ما تختص به الحياة . اننى لا أريد ان أضيع هذا اليوم ). لماذا ينبغى على الله ان يعطيك يوماً آخر ان كنت سوف تضيعه ؟
إن أفضل تعبير عن المحبة هو الوقت
يمكن ان تُقاس اهمية الاشياء عن طريق كم الوقت الذى نرغب فى ان نستثمره فيها . كلما أعطيت وقتاً لشئ , كلما ظهرت أهميته وقيمته بالنسبة لك . ان كنت تريد ان تعرف أولويات أحد الاشخاص , فقط انظر للكيفية التى يقضى بها وقته. ان الوقت هو هديتك الاكثر قيمة لانك لا تملك منه سوى مقداراً محدوداً منه . يمكنك ان تكسب المزيد من المال لكن لا يمكنك ان تكسب المزيد من الوقت . عندما تعطى الاشخاص وقتك , فإنك تقدم لهم نصيباً من حياتك لن تسترده مرة أخرى أبداً . إذ ان وقتك هو حياتك . لذلك فإن أعظم هدية يمكنك ان تعطيها لشخص هى وقتك .
لا يكفى مجرد القول بأن العلاقات هامة , علينا ان نثبت ذلك عن طريق استثمار الوقت فيها . فالكلمات وحدها بلا قيمة " يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق ". تتطلب العلاقات وقتاً وجهداً , ان أفضل الطرق لنطق كلمة ( محبة ) هى ( وقت ).
ان جوهر المحبة ليس هو ما نظنه او نفعله او نسدده للآخرين وإنما ما نعطيه من أنفسنا . ان الرجال , على وجه الخصوص , غالباً لا يفهمون ذلك , فقد يقول الكثيرون ( لا أفهم زوجتى وأولادى . اننى أقدم لهم كل ما يحتاجونه . ما الذى يرغبون فيه أكثر من ذلك ؟ ) إنهم يريدونك أنت ! عينيك , أذنيك , وقتك , انتباهم , وتركيزك – اى وقتك . لا يمكن لشئ ان يأخذ مكان ذلك .
ان اكثر هدايا المحبة المرغوبة ليست هى الجواهر او الورود او الحلوى , وانما هى الاهتمام والتركيز . فالمحبة تركز بكثافة على الآخر حتى انك تنسى نفسك فى تلك اللحظة . ان الاهتمام يعنى ( اننى أقدرك لدرجة انى أعطيك اكثر شئ ثمين لدىّ – وهو وقتى ). فى كل مرة تعطى فيها وقتك , فإنك تقوم بتضحية , والتضحية هى جوهر المحبة . كان يسوع مثالاً لذلك " واسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح ايضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة ".
يمكنك ان تعطى بدون محبة لكن لا يمكنك ان تحب بدون عطاء " لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل .. ". ان المحبة تعنى التخلى – التنازل عن الاشياء المفضلة , او الراحة , او الاهداف , او الامان , او المال , او الطاقة , او الوقت لأجل مصلحة شخص آخر .
أفضل وقت للمحبة هو الآن
أحياناً يكون التأجيل رد فعل طبيعى ومقبول فيما يختص بالامور غير الهادفة وغير البناءة . لكن حيث ان المحبة هى أكثر ما يهم , فإنها تأخذ الأولوية العليا . يؤكد الكتاب المقدس على ذلك بشكل متكرر إذ يقول " فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الايمان " . " فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء ". " لا تمنع الخير عن أهله حين يكون فى طاقة يدك ان تفعله ". لماذا يكون الآن هو أفضل وقت للمحبة ؟ لانك لا تعلم الى متى سوف تكون لديك الفرصة , إذ ان الظروف تتغير , والناس يموتون , والاطفال يكبرون . انك لا تضمن غدك . ان كنت تريد التعبير عن المحبة , فمن الافضل ان تقوم بذلك الان .
بما انك تعرف انك سوف تقف يوماً ما أمام الله , لذلك هناك بعض الاسئلة التى تحتاج الى ان تفكر فيها : كيف ستقدم تفسيراً عن تلك الاوقات التى كانت المشاريع والاشياء فيها اكثر أهمية بالنسبة لك من الاشخاص ؟ من الذى تحتاج ان تبدأ فى قضاء مزيد من الوقت معه ؟ ما الذى تحتاج ان تقتطعه من مواعيدك حتى تجعل ذلك ممكناً ؟ ما هى التضحيات التى تحتاج ان تقوم بها ؟
إن أفضل استخدام للوقت هو المحبة . وأفضل تعبير عن المحبة هو الوقت . وأفضل وقت للمحبة هو الآن .
نقطة للتأمل : ان الحياة تختص بالمحبة.
آية للتذكر : " لأن كل الناموس فى كلمة واحدة يُكمل : تحب قريبك كنفسك " ( غلاطية 5: 14 )
سؤال للتفكير : هل تعتبر العلاقات بكل صراحة هى أولويتى العليا ؟ كيف يمكننى ان أؤكد أنها كذلك ؟


http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=828)