المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تنسى حسنات الله ونعمه على حياتك؟


بن الملك
08-11-2011, 03:26 PM
هل تنسى حسنات الله ونعمه على حياتك؟

بعد أن شُفيَ حزقيا بمعجزة، وكانت علامة الشفاء معجزة أعظم ( 2مل 20: 1 - 11)، ذاع في كل الأرض خبر تقواه وأمانته للرب، ووقوف السماء في صف مَن وقف في صفها. فأتاه رسل من ملك بابل يسألونه، لا عن خزائنه، ولا عن بيت ذخائره وأسلحته، بل ببساطة أتوا ليسألوه عن معاملات الله معه. وبدلاً من أن يشهد عن عظمة إلهه وقدرته السرمدية، تكلم عن غناه وأمجاده الأرضية!! ( 2مل 20: 12 - 18). وانظر ماذا يقول الكتاب: «وهكذا في أَمر تراجم رؤساء بابل الذين أرسلوا إليه ليسألوا عن الأعجوبة التي كانت في الأرض، تركه الله ليجربه ليعلم كل ما في قلبه» ( 2أخ 32: 31 ).
لقد ارتفع قلبه بسبب إنعام الرب عليه، فنسى أن كل ما عنده وكالة! فلما أتاه رسل ملك بابل استعرضها أمامهم، وهو فعلاً يشعر أنها ملكه. لاحظ قوله في 2ملوك20: 15 «بيتي ... خزائني»!!! ولذا فعلى الفور أرسل إليه المالك الحقيقي ليعزله عن الوكالة! أرسل إليه الرب إشعياء ليعلن له قضاءه عليه. أن كل ما رأوه سيُنقل إلى بابل بما فيه أولاد حزقيا!! فقد كان الرب كمَن يقول له: هل نسيت أنك مجرد وكيل، وأن كل هذه الممتلكات هي من غنى إنعام الرب وإحسانه؟ هل شعرت أنك تملك؟ إذًا سأبرهن لك بالبرهان الدامغ أنك لا تملك، إذ سوف أنقل كل هذه الممتلكات التي استودعتها عندك إلى بابل.
وتحضرني قصة هذا الرجل الذي كان يقطع خشبًا، تحت إشراف أليشع رجل الله، وسقط منه الحديد في الماء، فصرخ وقال: «آه يا سيدي! لأنه عاريةٌ» ( 2مل 6: 5 )، أي أنني لا أملكه. وهنا أقول: يا ليته كان قد تذكر أنه عارية وهو يستعمله وليس بعد أن سقط منه! فلو كان قد تذكر هذا وهو بين يديه لكان تصرف بأكثر حرص وعناية لئلا يفقده.
لذلك أحبائي: دعونا نتذكر أن كل إحسان يصل إلينا هو عارية يختزنه عندنا إله النجاة لغرض صالح عنده، قد يكون منفذًا لنا من تجربة، أو منفذًا لغيرنا، يستخدمنا الرب بما وضعه تحت أيدينا لبركتهم. لذا علينا أن نصونه كوكلاء، لا أن نتصرف فيه كمُلاَّك.
إن الشعور العميق بأننا لا نملك، والعيشة بفكر الوكيل الذي سيعطي يومًا حساب وكالته، هي التي تحمينا من الكبرياء الروحية وارتفاع القلب.

http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=828)